تعتبر الفنون الشعبية في سلطنة عمان جزءا من التراث التقليدي الواسع ذلك المتوارث عبر الاجيال المتعاقبة والذي يتمثل في الاهازيج والرقصات والايقاعات والاشعار والاغاني ذات الصبغة المحلية والتي تحكي قصة الانسان العماني واعتزازه بأرضه مدعوما بعاداته وتقاليده العريقة وانتمائه وهويته.
والفنون الشعبية في سلطنة عمان عديدة ومتداخلة بحيث يصعب الفصل بينها بصورة جذرية وهى فنون تؤدى بشكل جماعي وفى مناسبات عديدة مواكبة للعادات والتقاليد والمناسبات الاجتماعية المختلفة ولعل اهمها الاعياد الاسلامية الكبرى كعيد الفطر وعيد الاضحى والمولد النبوي الشريف وايضا في المناسبات الخاصة كالاعراس والختان والحصاد والمناسبات القومية.
ولكل فرقة من الفرق الشعبية مسؤول مهمته تجميع أفرادها عندما تكون هناك مشاركة معينة للفرقة سواء في المناسبات القومية او الدينية او الاجتماعية وقد يكون هذا المسؤول من المؤسسين للفرقة او رئيس النادي عندما تكون الفرقة تابعة للنادي.
اما في الماضي فقد كان المسؤول هو شيخ القبيلة او المنطقة او رشيدها كما ان لكل فرقة عقيد ونائب او اكثر يتولى المسؤولية الفنية والتنظيمية.
ومن الامور المتعارف عليها أن لكل فرقة من الفرق الشعبية شاعر او اكثر ممن يمتلكون موهبة ارتجال الشعر النبطي الذي يلائم المناسبة التي تؤدى فيها هذه الفنون والذي عادة ما يحفظ الكثير من المأثور من غناء السلف القديم المتوارث عبر الاجيال فيما يتبادل افراد الفرقة الهواة فيما بينهم قرع الطبول التي تصاحب ما يمارسونه من فنون تقليدية حيث تعد هذه الطبول ملك الجماعة التي تنتمي اليها الفرقة.
ويعتبر مسؤول الفرقة الشعبية وعقيدها ونوابه والشعراء والطبالون والمغنون والمشاركون من اهم المصادر التي تسهم من خلال الممارسة في نقل المعلومات الخاصة بحصر الفنون ومعرفة تقاليد أدائها والمناسبات التي تؤدى فيها وصلات الشعر التي تعني في كل منها وأنغام وايقاعات كل نمط من أنماطها.
ويتخذ افراد الفرقة من اداء الفنون الشعبية التقليدية مصدرا للرزق سواء كان المصدر الوحيد او قد يكون تكميلي يعينهم على مطالب الحياة حيث تدعى الفرقة عن طريق رئيسها والمتصرف في شؤونها لاحياء الاعراس او المشاركة في الاحتفالات القومية او الاحتفال بالختان او للوفاء بالنذر.
ويمكن تمييز عدة انواع من الفرق الشعبية القائمة في السلطنة اولها فرق فنون النساء والتي تعرف اصطلاحا باسم فرق "الدان دان" او "فرق طبل النساء" حيث تتكون كل واحدة من هذه الفرق اما من مجموعة من النساء تقوم بالغناء والرقص بمصاحبة تصفيق يؤديه أفرادها او بمصاحبة طبل تقرعه نساء من اعضاء الفرقة وقد تتكون الفرقة من مجموعة من النساء يعاونهن عدد قليل من الرجال يقومون بضرب الطبول وقد يشارك بعض الرجال في الغناء.
وتمارس فرق فنون النساء احتراف الغناء والرقص التقليدي في المناسبات الاجتماعية كالخطوبة ولاعراس والختان والاحتفالات والاعياد كما ان لفرق فنون النساء انماط من الفنون تختص باحترافها كـ"الدان دان غناء الافراح" و"تشح شح" و"ام بوم" و"بن عبادي" و"سرى الليل" و"الجمبورة" و"معايص" و"الويلية" وغيرها من الفنون النسوية.
وبقدر ما ترتبط الفرق الشعبية بالوحدة الاجتماعية التي ينتمي اليها افرادها - حارة او قرية - فان فرق فنون النساء المحترفة لا ترتبط بمثل ذلك ولذلك تحلو بعض الولايات من فرق فنون النساء وعلى الاخص في المنطقة الداخلية.
وان كان في الوقت الحالي قد بدا ظهور هذه الفرق في بعض ولايات المنطقة القريبة من محافظة مسقط حيث يستدعى اهل هذه الولايات واحدة من الفرق المحترفة في احدى الولايات المجاورة في الشرقية او الباطنة لاحياء افراحهم.
والنوع الثاني من الفرق الشعبية هي فرق الفنون الموجودة بمحافظة ظفار والتي تختص باداء الفنون الشعبية التى تشتهر وتتميز بها محافظة ظفار عن بقية محافظات ومناطق السلطنة كفن "البرعة" و"الهبوت" و"الربوبة" و"الشرح" وغيرها من الفنون.
اما النوع الثالث فهي فرق "البلوش" التي تختص باداء بعض الفنون الاسيوعمانية التي تقام في المناسبات الاجتماعية كالخطبة والزواج والختان حيث تتكون هذه الفرق من خليط من الرجال والنساء الذين يغنون ويرقصون بمصاحبة الطبل والزمر من خلال تقديم انماط فنية وفدت من اسيا قديما والتي اصبحت عنصرا عضويا من مكونات الفنون التقليدية العمانية.
وتتمركز فرق البلوش في الجزء الشمالي من منطقة الباطنة وعلى الاخص في ولاية صحار وشناص وتشيع في غناء هذه الفرق الفاظ كثيرة من لغة البلوش كفن "السيروان" و"كسارى" و"يستكى" وغيرها من الفنون.
والنوع الرابع من الفنون الشعبية هي "فرقة أبناء العجم للباكت والسيروان" التي تختص باداء اثنين من الانماط النادرة في الغناء والرقص هي "الباكت" و"السيروان" حيث يتمركز نشاط هذه الفرقة المحترفة في ولاية صحار.
اما النوع الخامس فهي فرق الفنون "الافروعمانية" التي تختص بانماط الغناء والرقص التقليدي العمانى الوافدة من الساحل الشرقي لافريقيا والجزر المتاخمة وهى تعنى بالتسلية والترفيه.
ومن اهم الفنون التى تؤديها هذه الفرقة "المكوارة" و"الطنبورة" وغيرها من الفنون.
ولا تختص ولاية دون اخرى بفرق الفنون الافروعمانية بل انها توجد في عدد كبير من الولايات تمارس هذه الفنون اما مجتمعه او متفرقة غير ان اكثر ولايات السلطنة ثراء في عدد فرق الفنون الافروعمانية هي ولاية صور التي يحتمل ان تكون هذه الفنون قد وجدت طريقها الى الارض العمانية من خلالها وافدة من افريقيا.