جلالته قائد حكيم
إن النجاح والإنجازات التي حققتها النهضة العمانية ,يعود الفضل فيها الى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - ، حيث انتظرت عمان شعبا وارضا حاضرا ومستقبلا , انتظرت طويلا حتى بزغت شمس النهضة المباركة ، بقوة وإرادة وبرؤية ثاقبة وفكر مستنير نحو غاياتها وأهدافها. وعندما أعلن جلالة السلطان المعظم انطلاق المسيرة المظفرة في الثالث والعشرين من يوليو 1970 عادت الحياة وعاد الامل واستعاد المواطن العماني ثقته في ذاته وفي حاضره ومستقبله , وعلى مدى السنوات الست والثلاثين الماضية ارتفعت على هذه الارض الطيبة صروح دولة عصرية راسخة تستمد قدرتها وقوتها على الانطلاق ليس من عناصر قوة تقليدية ولكن من علاقة فريدة وشديدة الخصوصية بين جلالة السلطان المعظم وأبنائه على امتداد هذه الارض الطيبة, حيث وضع جلالة السلطان المعظم رؤية واضحة دقيقة وذلك بتحقيق التقدم والإزدهار في كافة الجوانب لتحيقيق الطموحات بسواعد الانسان العماني الذي هو هدف التنمية وغايتها كما انه هو اداتها وصانعها. .
فقد أسس جلالة السلطان المعظم نهضة شاملة في ربوع السلطنة: وطنية، وإقتصادية، وإجتماعية، وثقافية، ورفع اسم عمان عاليا على المستوى الإقليمي والعالمي، وأعاد لها أمجادها التاريخية وعظمتها الحضارية. ومن الأهمية التأكيد على أن نجاح النهضة قد تحقق لأن خلفه قائد حكيم، ذو نهج قيادي متميز على المستوى المحلي مع شعبه الوفي، وعلى المستوى الخارجي مع القادة العالميين ودولهم ومنظماتهم وقضاياهم.
المراة العمانية
ولم تكن المرأة العمانية بعيدة عن موضع اهتمام جلالته بل كانت موضع اهتمام كبير ومتواصل فلم تكن مصادفة ان تكون المرأة العمانية في موقع الريادة على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في التمتع بحقوقها السياسية بما في ذلك عضوية مجلس الدولة وحق الانتخاب والترشيح لعضوية مجلس الشورى وشغل مختلف الوظائف في الجهاز الاداري للدولة وكذلك عضوية مجلس الوزراء وقد دعا جلالة السلطان المعظم المرأة العمانية في كل مكان في القرية والمدينة في الحضر والبادية في السهل والجبل ان تشمر عن ساعد الجد وان تسهم في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
الجولات السنوية الكريمة لجلالته تفاعل ومشاركة
وتمثل الجولات السلطانية السامية لقاءات متجددة بين القيادة والمواطن، حيث يلتقي فيها جلالته مباشرة مع المواطنين تعبر عن عمق الاهتمام من جانب جلالته بالمواطن العماني وبالاستماع اليه بشكل مباشر والاطلاع على حياته حيث يقيم ومن ثم ينتقل جلالة السلطان المعظم وعدد من الوزراء والمستشارين في جولات تمتد لعدة اسابيع في بعض الأحيان يتفقد خلالها جلالته العديد من مناطق السلطنة حيث يلتقي بالمواطنين والشيوخ والوجهاء سواء في اللقاءات التي تعقد في المخيم السلطاني الذي يقام في السيوح التي يتوقف فيها جلالته , او في لقاءات اخرى خلال تحركه منفردا في تلك الجولات الكريمة, و تعتبر الجولات السنوية السامية التي يقوم بها جلالة السلطان المعظم في المناطق والولايات قناة اخرى واسعة ومفعمة بكل ماتجسده اللقاءات المباشرة بين جلالته والمواطنين من معان صادقة ومشاعر جياشة للمشاركة التي يشعر من خلالها المواطن بقدرته على الحديث مع جلاله القائد وعرض مايراه دون عناء او حواجز .,حيث يطرحون على جلالته - حفظه الله ورعاه - مايجـول بخـواطرهم , ومن ثم ينطلق الحوار المتبادل بتلقائية وعفوية يتلمس من خلاله جلالة القائد المعظم نبض واهتمامات المواطنين وموجـها كذلك نحـو الأولويات الوطنية اقتصاديآ واجتمـاعيـآ وفي مختلف المجـالات وهو مايعزز مسيرة التنمية الوطنية ويمنحـها دوماً المزيد من وضوح الرؤية والفعالية وتحقيق المزيد من الحشد للطاقات الوطنية سواءً في الاطار التنظيمي أو على المستوى الجماهيري الواسع كما يستقبل جلالته في المخيم السامي ايضا القادة وكبار المسؤولين من الدول الشقيقة والصديقة الذين يزورون السلطنة.
ومما له دلالة عميقة ان جلالة السلطان المعظم قال في حديثة لجريدة السياسة الكويتية في فبراير 2006م والتي تمت خلال احدى هده الجولات " في هذا المجال اعترف باني اتمتع كثيرا بهذه الرحلات الداخلية التي اقوم فيها بطول البلاد وعرضها .. في هذه الرحلات التقي بالناس مواجهة واستمع الى مطالبهم وهم يسمعون وجهة نظري .. انني اشعر بالالفة هنا وهم كذلك . ان تفقد احوال الرعية شأن موجود في تاريخ الاسلام ويعد من واجبات القائد , هناك مواطنون قد لاتسمح لهم ظروفهم بأن يطرقوا ابواب معينة فأتي انا اليهم بشكل مباشر , اني مرتاح وأجد متعة نفسية بهذه الجولات السنوية اجتمع فيها بأهلي , واختلط بأنفس كثيرة اسمع منها وتسمع مني ونعطي جميعا الثمار المطلوبة .اني اتمتع وانا ارى اهلي يستمعون الى توجيهات ولي الامر ويعملون بها, من هنا تخلق ثقافة الضبط والربط براعيها هذا التفاعل الذي يخلق بدوره الولاء المتبادل بين الطرفين ".
جدير بالذكر أن جـلالته يقوم كذلك بجولات أخرى من خـلال الزيارات الميدانية أو تفقد المشروعات ومواقع العمل أو الالتقاء ببعض المواطنين أو الشباب دون اعداد مسبق حيث يتبادل جـلالته الحديث معهم ومع العاملين في هذا المشروع و يحرص جلالة السلطان المعظم على مشاركـة المواطنين احتفـالاتهم بمختلف المناسبات .
وعبر هذه السياسات التى تضع المواطن في مقدمة الأولويات تنطلق مسيرة الخير والعطاء والوفاء نحو غاياتها المنشودة معززة بالأمل والعمل الجاد والهمة العالية والعزم الاكيد.. وها نحن اليوم نجني بحمد الله ثمار ذلك كله تطوراَ مشهوداً في كل الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وخبرة واسعة جاءت نتيجة العمل الدائب والممارسة المستمرة فأضفت على حركة التطور المتنامية بعداً واقعياً يعصمها من مزالق الاندفاع والتهور وينأى بها عن مشاكل الارتجال وعدم التدبر.
السياسات الخارجية تعزيز لجهود السلام والاستقرار
على الصعيد الخارجي فقد رسم جلالة السلطان سياسة عمان الخارجية وفق أسس ومبادئ راسخة تقوم على التعايش السلمي بين جميع الشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير والإحترام المتبادل لحقوق السيادة الوطنية و مد الجسور مع الأخرين وفتح افاق التعاون والعلاقات الطيبة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة على امتداد العالم وفق اسس واضحة ومحددة ومعروفة للجميع منذ أن إنطلقت مسيرة النهضة المباركة عام 1970م.
ومما له دلالة عميقة ان جلالة السلطان المعظم اكد في خطابه في الانعقاد السنوي لمجلس عمان في 14/11/2006م " لقد
أثبت النهج الذي اتبعناه في سياستنا الخارجية خلال العقود الماضية جدواه وسلامته بتوفيق من الله ونحن ملتزمون بهذا النهج الذي يقوم على مناصرة الحق والعدل والسلام والامن والتسامح والمحبة والدعوة إلى تعاون الدول من أجل توطيد الاستقرار وزيادة النماء والازدهار ومعالجة أسباب التوتر في العلاقات الدولية بحل المشكلات المتفاقمة حلا دائما وعادلا يعزز التعايش السلمي بين الامم ويعود على البشرية جمعاء بالخير العميم ".
وأملت مواقف جلالته في الساحة الدولية أخلاقية الموقف الثابت والمتوازن ومبادئ الوضوح والندية في التعامل في مختلف القضايا الأقليمية والدولية والمعاصرة.
وقد اكتسبت الدبلوماسية العمانية ابرز سمات الشخصية العمانية المعروفة بالهدوء والصراحة والوضوح في التعامل مع الاخرين فقد امتلكت من الشجاعة والثقة في النفس مامكنها دوما من طرح موقفها والتعبير عنها بعيدا عن الازدواجية و الحرص على بذل كل ما هو ممكن لدعم اية تحركات خيرة تسهم في تحقيق الامن والاستقرار والطمأنينة والحد من التوتر خليجيا وعربيا ودوليا .
ومما يزيد من قدرة السلطنة في هذا المجال انها ليست لها خلافات او مشكلات مبدئية مع دول او شعوب اخرى وانها تتعامل مع مختلف القوى والاطراف الإقليمية والدولية طالما يبادلونها نفس المواقف والمبادئ التي تنطلق منها وتقوم عليها سياساتها وفي اطار القانون والشرعية الدولية .